Admin Admin
المساهمات : 145 تاريخ التسجيل : 16/01/2011
| موضوع: هام : السلسلة العلمية المختصرة تعريف الإسلام ق 7 تتمة درس الولاء والبراء الإثنين يناير 24, 2011 7:17 pm | |
| أعوذ بالله من الشيطان الرجيـــم بسم الله الرحمن الرحيمالحمد لله ثم الحمد لله كما ينبغي لجلاله وعظيم سلطانــهمالك الملك ذو القوة المتيــــن خالق الخلق ومدبـــر الأمرثم الصلاة والسلام على السراج المنيـــر قائد الصحابــــةوالمجاهدين وعلى آله وصحبه ومن سار بسنته إلى يومالعرض واللقاء .السلام عليكم ورحمة الله وبركاتهو بعـد :...........................نصرة للهنصرة لدين اللهنصرة لرسول الله صلى الله عليه وسلمنصرة لعائشة أم المؤمنين رضي الله عنهانصرة لصحابة رسول الله رضي الله عنهم أجمعيننصرة للإسلام والمسلمين في مشارق الأرض ومغاربهانصرة للمرابطين القانتين الثابثين الزاهدينأقدم[size=25]السلسلة العلمية المختصرة
[/size] [size=25]
بعنوان[/size] [size=25][size=29]ديننا الإسلام[/size][/size] [size=25]جميع الحقوق محفوظة لكافة المسلمين[/size] [size=25]في الطباعة والنشر والتوزيع[/size] [size=25]الجزء السابع[/size] [size=25]درس اليـــــــــــــــــــــــــــــوم[/size] التوحيد حق الله على العبادتوحيد الألوهية ( الولاء والبراء )موعدنا اليوم أيها الأحباب الكرام مع الدرس الســابع من دروسالعقيدة المحمدية التي نزل بها الروح الأمين على قلـب محمــد بنعبد الله الأمين صلى الله عليه وسلمتتمةالــــــــــولاء والبــــــراء
الولاء هو : عقد النية على فعل أمر ابتغـــــــاء مرضات الله أي أن تقصد بعملك إرضاء الله تحقيقا لأمره جل جلاله بحـــــــــــــب منك وطواعية خالصة من قلبك ظاهرة على جوارحك .
البراء هو : عقد النية على ترك أمر ابتغـــــــاء مرضات الله أي أن تقصد بتركك لذاك العمل إرضاء الله وتحقيقا لأمره جل جلاله بحب منك وطواعية خالصة من قلبك ظاهرة على جوارحك .
وهذا ما ورد معناه في حديـــــث ابن عباس رضي الله عنهما حيث قال : ( من أحب في الله وأبغــض في الله ووالى في الله وعادى في الله فإنما تنال ولاية الله بذلك ولن يجد عبد طعم الإيمان وإن كثرت صلاته وصومه حتى يكون كذلك وقد صارت عامــة مؤاخاة الناس على أمر الدنيا وذلك لا يجدي على أهله شيئاً ) .
أخوة الإسلام وأهل العقيدة إعلموا رعاكم الله أن الولاء والبراء ركنان أساسيان من أركان العقيـــــدة وشرط منشروط الإيمان وهو بمثابة حجــــــــر الأساس لهذا الدين العظيم .فالولاء لغة وشرعا يعني : النصرة والمحبـــــــــة وهو مشتق منالولي وهو القرب وفي عرف الفقهــــــاء عبارة عن تناصر يوجبالإرث والعقــــل قال النبي صلى الله عليــــــــــــــــــه وسلـــــــــــم{ الـــــــولاء لحمـــــة كلحمـــــــــــة النســــــب } .أي وصلة كوصلة النسب وقيل الولاء والولاية بالفتـح أي النصرةوالمحبـــــــــــــــــــــة .وعليه فإن معنى الولاء هو : حـــــــــــــب الله ورسوله والصحابةوالمؤمنين الموحدين على اختلاف ألوانهم وأعراقهم وأوضاعهــمثم وجوب نصرتهم بكل أنواع النصرة الممكنــــــة ولو بالدعاء إذاكان المرء ذا عذر شرعي كعاهة أو مرض.... ونحو ذلك .إن المؤمن الموحد ملتزم دائما بالأوامر والنواهي الشرعية أعربياكان أم أعجميا لقوله جل جلالــــــــه ( إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُـــمْإِنَّ اللَّهَ عَلِيـــمٌ خَبِيرٌ ) وقوله صلى الله عليه وسلم : لا فـــــرق بينعربي وأعجمي إلا بالتقـــــــــــــــــــــــــــوى .أما البراء لغة وشرعا فيعني :مصدر بَرَى بمعنى قطع ومنه برى القلم بمعنى قطعـــــه وبرئ أيتنزه وتباعد وهو كذلك بمعنى البعد والخلاص والعداوة والمــــرادهنا : قطع الصلة مع الكفار بعدم محبتهم و مناصرتهم أو التشبـهبهم..... إلى غير ذلك من الأمور التي سيتم تفصيلها تباعا .فمن البــراءة قوله تعالى : ( برآءة من الله ورسوله ) قال بـــرىء وتبرأ من الكفار إذا قطع الصلة بينه وبينهم فلا يواليهـــــــــم ولايحبهم ولا يركن إليهم ولا يطلب النصرة منهم لأن مــــــــــــوالاةالكفار تعني التقرب إليهم وإظهار الود لهم سواء بالأقــــــــوال أوالأفعـــــــــــال أو النوايـــــــــــــــــــــــــــا... .أما الولاية فهي النصرة والمحبة والإكرام والإحترام والكـــون معالمحبوبين قال شيخ الإسلام ابن تيمية : الولاية ضد العــــــــداوةقال تعالى : اللّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُواْ يُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّـوُرِوَالَّذِينَ كَفَرُواْ أَوْلِيَآؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُم مِّنَ النُّـــــــــــورِ إِلَىالظُّلُمَـــــــــــــــــــــــــــــــاتِ .فمن الأسس التي قام عليها الإسلام العظيم هو البعد عن الكفــــارومعاداتهم وقطع الصلة بهم فلا يصح إيمان المرء حتى يوالـــــيأولياء الله ويعادي أعداءَه ويتبرء منهم ولو كانوا أقرب الأقربين .ولذا سأبدأ بعون الله تعالى في سرد بعض من الآيات المحكمـــاتمن كتاب الله جل جلاله وتفسيرات سلف الأمة لها كي تتضح لنـاأسس وقواعد هذا البـــــــــــــــــــــــاب :قال العليم الحكيم في كتابه الكريم :1. يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاء تُلْقُــــــونَإِلَيْهِم بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءكُم مِّنَ الْحَقِّ يُخْرِجُـــونَ الرَّسُولَوَإِيَّاكُمْ أَن تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ رَبِّكُمْ إِن كُنتُمْ خَرَجْتُمْ جِهَــــــادًا فِي سَبِيلِيوَابْتِغَاء مَرْضَاتِي تُسِرُّونَ إِلَيْهِم بِالْمَوَدَّةِ وَأَنَا أَعْلَمُ بِمَا أَخْفَيْتُمْ وَمَـاأَعْلَنتُمْ وَمَن يَفْعَلْهُ مِنكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاء السَّبِيــــــلِ .قال بن كثير رحمه الله : يعني : المشركين والكفار الذين هــــــــممحاربون لله ولرسوله وللمؤمنين الذين شرع الله عداوتهــــــــــمومصارمتهم ونهى أن يتخذوا أولياء وأصدقاء وأخلاء والمعنـى :لا تتخذوا أعدائي وأعداءكم أولياء والمراد العداوة في الديــــــن .وقد جاء في البحر المحيط قوله : افتتح هذه الآية بالنهي عـــــــنموالاة الكفار والتودد إليهم وأضاف في قوله جل وعلا كلمـــــــــة( عدوي ) وذلك تغليظا لجرمهم وإعلاما بحلول عقاب الله بهم .قال جل جلاله : إِن يَثْقَفُوكُمْ يَكُونُوا لَكُمْ أَعْدَاء وَيَبْسُطُوا إِلَيْكُـــــــمْأَيْدِيَهُمْ وَأَلْسِنَتَهُم بِالسُّوءِ وَوَدُّوا لَوْ تَكْفُــــــــــــــــــــــرُونَ .قال القرطبي رحمه الله :إن يثقفكم هؤلاء الذين تسرون أيها المؤمنون إليهم بالمـــــــــودةيكونوا لكم حربا وأعداء ( ويبسطوا إليكم أيديهم ) بالقتــــــــــال( وألسنتهم بالسوء ) .وقوله : ( وودوا لو تكفرون ) يقول : وتمنوا لكم أن تكفــــــــروابربكم فتكونوا على مثل الذي هم عليــــــــــــــــــــــــــه .قوله : ( لن تنفعكم أرحامكم ولا أولادكم يوم القيامة ) يقـــــــــولتعالى ذكره : لا يدعونكم أرحامكم وقراباتكم وأولادكـــــــــــــم إلىالكفر بالله واتخاذ أعدائه أولياء تلقون إليهم بالمودة فإنه لــــــــنتنفعكم أرحامكم ولا أولادكم عند الله يوم القيامة فتدفع عنكـــــــــمعذاب الله يومئذ إن أنتم عصيتموه في الدنيا وكفرتم به .قال العليم الحكيم : لَن تَنفَعَكُمْ أَرْحَامُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَـــــةِيَفْصِلُ بَيْنَكُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيــــــــــــــــــرٌقال الحكم العدل : قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِيـــــنَمَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَاء مِنكُمْ وَمِمَّا تَعْبُــــــدُونَ مِن دُونِ اللَّهِكَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاء أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُـــــوابِاللَّهِ وَحْـــــــــــــــــــــــــدَهُ .قال بن كثير رحمه الله : يقول تعالى لعباده المؤمنين الذين أمرهمبمصارمة الكافرين وعداوتهم ومجانبتهم والتبري منهم : ( قـــــدكانت لكم أسوة حسنة في إبراهيم والذين معه ) أي : وأتباعــــــهالذين آمنوا معه ( إذ قالوا لقومهم إنا برآء منكم ) أي : تبــــــرأنامنكم ( ومما تعبدون من دون الله كفرنا بكم ) أي : بدينكــــــــــــموطريقكم ( وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء أبدا ) يعني : وقـدشرعت العداوة والبغضاء من الآن بيننا وبينكم ما دمتــــــــم علىكفركم فنحن أبدا نتبرأ منكم ونبغضكم... . أهـ .إذا نستخلص من الآيات الكريمات تشديد ووعيد من الله بوجــوببغض الكافرين ومعاداتهم وعدم الركون إليهم وبالمقابل مـــــولاةومحبة ونصرة أهل الإيمان فمن عادى أولياء الله فقد عاداه ومــنعاداه فقد حاربه ولهذا جاء في الحديث عن النبي صلى الله عليـهوسلم قوله : ( ومن عادى لي وليا فقد بارزني بالمحاربة ) .قال الله تعالى : لا يتخذ المؤمنون الكافرين أوليـــــــــــاء من دونالمؤمنين ومن يفعل ذلك فليس من الله في شيء إلا أن تتقــــــــوامنهم تقاة ويحذركم الله نفسه وإلى الله المصير .قال الطبري رحمه الله : " ومعنى ذلك لا تتخذوا أيها المؤمنــــونالكفار ظهرا وأنصارا توالونهم على دينهم وتظاهـــــــرونهم علىالمسلمين من دون المؤمنين وتدلونهم على عوراتهم فــــــإنه منيفعل ذلك فليس من الله في شيء يعني بذلك فقـــــد برىء من اللهوبرىء الله منه بارتداده عن دينه ودخوله في الكفر " قــــــال اللهتعالى : بشر المنافقين بأن لهم عذاباً أليماً الذين يتخـــــــــــــذونالكافرين أولياء من دون المؤمنين أيبتغون عندهم العــــــــزة فإنالعزة لله جميعــــــــــــــــــــــــــاً .قال الله تعالى : يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا الكافرين أولياء مــندون المؤمنين أتريدون أن تجعلوا لله عليكم سلطاناً مبيناً ) .قال الطبري رحمه الله : " يقول لهم جل ثناؤه يا أيها الذين آمنوابالله ورسوله لا توالوا الكفار فتوازروهم من دون أهل ملتكــــــــمودينكم من المؤمنين فتكونوا كمن أوجب له النار من المنافقين "وقال الله تعالى : يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصــارىأولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهـــم إن اللهلا يهدي القوم الظالمين فترى الذين في قلوبهم مرض يسارعــونفيهم يقولون نخشى أن تصيبنا دائرة فعسى الله أن يأتي بالفتــــحأو أمر من عنده فيصبحوا على ما أسروا في أنفسهم نادميــــــــنويقول الذين آمنوا أهؤلاء الذين أقسموا بالله جهد أيمانهم إنهــــملمعكم حبطت أعمالهم فأصبحوا خاسرين يا أيها الذين آمنــوا منيرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه أذلــــةعلى المؤمنين أعزة على الكافرين يجاهدون في سبيــــــل الله ولايخافون لومة لائم ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله واسع عليمإنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمـــــــــــون الصلاةويؤتون الزكاة وهم راكعون ومن يتول الله ورسوله والذين آمنوافإن حزب الله هم الغالبون يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا الذيــــــناتخذوا دينكم هزواً ولعباً من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم والكفارأولياء واتقوا الله إن كنتم مؤمنين .قال الطبري رحمه الله : " يعني تعالى ذكره بقوله ( ومن يتولهـممنكم فإنه منهم ) ومن يتول اليهود والنصارى دون المؤمنيــــــنفإنه منهم يقول : فإن من تولاهم ونصرهم على المؤمنين فهـــــومن أهل دينهم وملتهم فإنه لا يتولى متول أحداً إلا وهـــــــــــو بهوبدينه وما هو عليه راض وإذا رضيه ورضي دينه فقد عادى ماخالفه وسخطه وصار حكمه حكمه " .قال الله تعالى : يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا آباءكم وإخوانكــــــمأولياء إن استحبوا الكفر على الإيمان ومن يتولهم منكــــم فأولئكهم الظالمون قل إن كان آباؤكم وأبناؤكم وإخوانكم وأزواجكـــم وعشيرتكم وأموال اقترفتموها وتجارة تخشون كسادها ومساكــــنترضونها أحب إليكم من الله ورسوله وجهاد في سبيله فتربــصواحتى يأتي الله بأمره .قال ابن كثير رحمه الله : " روى الحــــــــــافظ البيهقي من حديثعبد الله قال : جعل أبو أبي الفاسقين عبيدة بن الجراح ينعت لـــهالآلهة يوم بدر وجعل أبو عبيدة يحيد عنه فلما أكثر الجـــــــــراحقصده ابنه أبو عبيدة فقتله فأنزل الله فيه هذه الآية .وقد ثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنــــه قال :" والذي نفسي بيده لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحــــــــب إليه منوالده وولده والناس أجمعيـــــــــــــــــــــــــــــن " .وقيل : إن المؤمن إذا كان قائماً بين الكفار فله أن يداريهـــــــــــمباللسان إذا كان خائفاً على نفسه وقلبه مطمئن بالإيمان .قال الطبري رحمه الله : " ( إلا أن تتقــــــــــوا منهم تقاة ) إلا أنتكونوا في سلطانهم فتخافوهم على أنفسكم فتظهروا لهــــــــــــــمالولاية بألسنتكم وتضمروا لهم العداوة ولا تشايعوهم على ما هـمعليه من الكفر ولا تعينوهم على مسلم بفعل .قال الله تعالى: ( يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكــــــمأولياء تلقون إليهم بالمودة وقد كفروا بما جاءكم من الحــــــــــقيخرجون الرسول وإياكم أن تؤمنوا بالله ربكم إن كنتم خرجتــــــمجهاداً في سبيلي وابتغاء مرضاتي تسرون إليهم بالمــــــودة وأناأعلم بما أخفيتم وما أعلنتم ومن يفعله منكم فقد ضل ســــــــــواءالسبيل إن يثقفوكم يكونوا لكم أعداءً ويبسطوا إليكم أيديهــــــــــموألسنتهم بالسوء وودوا لو تكفرون لن تنفعكم أرحامكـــــــــم ولاأولادكم يوم القيامة يفصل بينكم والله بما تعملون بصير قد كانـتلكم أسوة حسنة في إبراهيم والذين معه إذ قالوا لقومهم إنا بـرآءمنكم ومما تعبدون من دون الله كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكـــــــــمالعداوة والبغضاء أبدا حتى تؤمنوا بالله وحده إلا قول إبراهيـــــــملأبيه لأستغفرن لك وما أملك لك من الله من شيء ربنا عليــــــــكتوكلنا وإليك أنبنا وإليك المصير ربنا لا تجعلنا فتنة للذين كفـرواواغفر لنا ربنا إنك أنت العزيز الحكيم لقد كان لكم فيهم أســــــوةحسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر ومن يتول فإن الله هــــــوالغني الحميـــــــــــــــــــــــــــد ) .فسر بن كثير هذه المسألة الهامة حيث قال يقول تعالى لعبــــــادهالمؤمنين الذين أمرهم بمصارمة الكافرين وعداوتهم ومجانبتهـــموالتبري منهم : ( قد كانت لكم أسوة حسنة في إبراهيم والذيـــــنمعه )....( إذ قالوا لقومهم إنا برآء منكم ) أي تبرأنا منكـــــــــــم( ومما تعبدون من دون الله كفرنا بكم ) أي بدينكم ومنهجكـــــــموقوانينكم وطريقكم ( وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء أبـــداً )يعني وقد شرعت العداوة والبغضاء من الآن بيننا ما دمتــــم علىكفركم فنحن أبداً نتبرأ منكم ونبغضكم (حتى تؤمنوا بالله وحـــده)أي إلى أن توحــــــــــــــــــــــــدوا الله .قال الله تعالى : يا أيها الذين آمنوا لا تتولوا قومــــــــاً غضب اللهعليهم قد يئسوا من الآخرة كما يئس الكفار من أصحاب القبــــورقال القرطبي رحمه الله : " قوله تعالى : ( يا أيها الذين آمنــــــوالا تتولوا قوماً غضب الله عليهم ) يعني اليهود وذلك أن ناســــــامن فقراء المسلمين كانوا يخبرون اليهود بأخبار المؤمنيــــــــــنويواصلونهم فيصيبون بذلك من ثمارهم فنهوا عن ذلك .قال ابن عباس : ( يا أيها الذين آمنوا لاتتولوا ) أي لا توالوهــــمولا تناصحوهم فقد أخبرنا سبحانه وتعالى أن الكفــــــار يبغضونالمسلميـــــــــــــــــــــــن .قال الله تعالى : ( ما يود الذين كفروا من أهل الكتـــــــــــــاب ولاالمشركين أن ينزل عليكم من خير من ربكم ) .وقال الله تعالى : ( ود كثير من أهل الكتاب لو يردونكــــــــــم منبعد إيمانكم كفارا حسداً من عند أنفسهــــــم ) .قال الله تعالى : ها أنتم أولاء تحبونهم ولا يحبونكـم وتؤمنـــــونبالكتاب كله وإذا لقوكم قالوا آمنا وإذا خلوا عضوا عليكـــــــــــــمالأنامل من الغيظ قل موتوا بغيظكم إن الله عليم بذات الصــــــدورإن تمسسكم حسنة تسؤهم وإن تصبكم سيئة يفرحوا بهــــــا وإنتصبروا وتتقوا لا يضركم كيدهم شيئاً إن الله بما يعملــون محيطقال القرطبي رحمه الله : في الآية : أن هذه صفته من شــــــــــدةالعداوة والحقد والفرح بنزول الشدائد على المؤمنين لم يكن أهلاًلأن يتخذ بطانة لاسيما في هذا الأمر الجسيم من الجهاد الذي هوملاك الدنيا والآخرة كما أخبرنا سبحانه أنهم لــــــــن يرضوا عنالمؤمنين طالما استمروا على إيمانهم .قال الله تعالى : ( ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبعملتهم قل إن هدى الله هو الهدى ولئن اتبعت أهواءهم بعــــد الذيجاءك من العلم مالك من الله من ولي ولا نصير ) .قال الله تعالى : ( يا أيها الذين آمنوا إن تطيعوا فريقاً من الذيــــنأوتوا الكتاب يردوكم بعد إيمانكم كافريـــــــــــــــــن )وقال الله تعالى: ( يا أيها الذين آمنوا إن تطيعوا الذين كفــــــــروايردوكم على أعقابكم فتنقلبوا خاسريـــــــــــــن ) .قال ابن جرير الطبري رحمه الله : " يعني بذلك تعالى ذكــــــره ياأيها الذين صدقوا الله ورسوله في وعد الله ووعيده وأمره ونهيـه( إن تطيعوا الذين كفروا ) يعني الذين جحدوا نبوة نبيكم محمـــد- صلى الله عليه وسلم -من اليهود والنصارى فيما يأمرونكم به وفيما ينهونكــــــــم عنهفتقبلوا رأيهم في ذلك وتنتصحوهم فيما تزعمون أنهم لكم فيـــــهناصحون ( يردوكم على أعقابكم ) يحملوكم على الردة بعــــــــــدالإيمان والكفر بالله وآياته وبرسوله بعد الإسلام ( فتنقلبــــــــــواخاسرين ) يقول : فترجعوا عن إيمانكم ودينكم الذي هداكم الله له( خاسرين ) يعني هالكين قد خسرتم أنفسكم وضللتم عن دينكـــموذهبت دنياكم وآخرتكم ينهي بذلك أهل الإيمان بالله أن يطيعــــواأهل الكفر في آرائهم وينتصحوهم في أديانهـــــــــم .قال الله تعالى : ( يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا بطانة من دونكـــملا يألونكم خبالاً ودوا ما عنتم قد بدت البغضاء من أفواههم ومـــاتخفي صدورهم أكبر قد بينا لكم الآيات إن كنتم تعقلون ) .قال القرطبي رحمه الله : " والبطانة مصدر يسمى به الواحــــــــدوالجمع وبطانة الرجل خاصته الذين يستبطنـــــــــــــــــون أمره .وفي سنن أبي داود عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليــــــــهوسلم قال : " المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل " .وروي عن ابن مسعود أنه قال : " اعتبروا الناس بإخوانهم " .وقد جاء النهي عن تعظيم شعائر الكفار ورسومهم والنهــــي عنموافقة الكفار والمرتدين على باطلهم وتزيين ذلك ومدحـــــــــه .قال شيخ الاسلام رحمه الله: " فصل فى الولاية والعــــــــداوة فإنالمؤمنين أولياء الله وبعضهم أولياء بعض والكفار أعـــــــداء اللهوأعداء المؤمنين وقد أوجب الموالاة بين المؤمنين وبيــن أن ذلكمن لوازم الإيمان ونهى عن موالاة الكفار وبين أن ذلك منتف فيحق المؤمنين وبين حال المنافقين فى موالاة الكافرين .وكذلك جاء النهي عن إعانتهم على المسلميــــــن قال الله تعالى :( يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهــمأولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم إن الله لا يهدي القـــومالظالمين فترى الذين في قلوبهم مرض يسارعون فيهم يقولــــوننخشى أن تصيبنا دائرة فعسى الله أن يأتي بالفتــــــــح أو أمر منعنده فيصبحوا على ما أسروا في أنفسهم نادمين ويقول الذيـــــنآمنوا أهؤلاء الذين أقسموا بالله جهد أيمانهم إنهم لمعكم حبطـــتأعمالهم فأصبحوا خاسرين ) .قال الطبري رحمــــــــه الله في سبب النزول : " والصواب - منالقول في ذلك عندنا أن يقال إن الله - تعالى ذكره - نهى المؤمنينجميعاً أن يتخذوا اليهود والنصارى أنصاراً وحلفاءً على أهــــــــلالإيمان بالله ورسوله وأخبر أنه من اتخذهم نصيراً وحليفــاً وولياًمن دون الله ورسوله والمؤمنين فإنه منهم في التحــزب على اللهوعلى رسوله والمؤمنين وأن الله ورسوله منه بريئان .قال ابن تيمية - رحمه الله - عن التتار : " وكل من قفز إليهم منأمراء العسكر فحكمه حكمهم وفيهم من الردة عن شرائــع الإسلامبقدر ما ارتد عنه من شرائع الإسلام .قال الله تعالى : ( يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهـود والنصارىأولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهـــم إن اللهلا يهدي القوم الظالمين فترى الذين في قلوبهم مرض يسارعــونفيهم يقولون نخشى أن تصيبنا دائرة فعسى الله أن يأتي بالفتــــحأو أمر من عنده فيصبحوا على ما أسروا في أنفسهم نادميــــــــنويقول الذين آمنوا أهؤلاء الذين أقسموا بالله جهد أيمانهم إنهــــملمعكم حبطت أعمالهم فأصبحوا خاسرين ) .قال ابن كثير رحمـــــــه الله : " ( فترى الذين في قلوبهم مرض )أي شك وريب ونفاق ( يسارعون فيهم ) أي - يبـــــــــادرون إلىموالاتهم ومودتهم في الباطن والظاهر ( يقولون نخشــــــــــى أنتصيبنا دائرة ) أي يتأولون في مودتهم وموالاتهم أنهم يخشـــونأن يقع أمر من ظفر الكافرين بالمسلمين فتكون لهم أيــــــــاد عنداليهـــــــــــــــــــــــــــود والنصارى .قال الله تعالى : ( إن الذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا بأموالهـــــــموأنفسهم في سبيل الله والذين آووا ونصروا أولئك بعضهم أولياءبعض والذين آمنوا ولم يهاجروا ما لكم من ولايتهــــــم من شيءحتى يهاجروا وإن استنصروكم في الدين فعليكــــم النصر إلا علىقوم بينكم وبينهم ميثاق والله بما تعملون بصير والذيـــــن كفروابعضهم أولياء بعض إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبيــروالذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا في سبيل الله والذيـــــــــــــن آووونصروا أولئك هم المؤمنون حقاً لهم مغفرة ورزق كريم والذيــنآمنوا من بعد وهاجروا وجاهدوا معكم فأولئك منكم وأولو الأرحامبعضهم أولى ببعض في كتاب الله إن الله بكل شيء عليم ) .قال القرطبي رحمه الله : " قوله تعالى : ( وإن استنصروكـــم فيالدين ) يريد إن دعوا هؤلاء المؤمنون الذين لم يهاجــــــــروا منأرض الحرب عونكم بنفير أو مال لاستنقاذهـــــــم فأعينوهم فذلكفرض عليكم فلا تخذلوهم .قال ابن العربي : إلا أن يكونــــــوا أسراء مستضعفين فإن الولايةمعهم قائمة والنصرة لهم واجبة حتى لا تبقى منا عين تطــــــرفحتى نخرج إلى استنقاذهم إن كان عددنا يحتمل ذلك أو نبــــــــذلجميع أموالنا في استخراجهم حتى لا يبقى لأحــــــــــد درهم كذلكقال مالك وجميع العلمــــــــــــــــــــاء .وقال ابن كثير رحمه الله : " ذكر تعالى أصناف المؤمنيـــــــــــــنوقسمهم إلى مهاجرين خرجـــــــــوا من ديارهم وأموالهم وجاءوالنصر الله ورسوله وإقامة دينه وبذلوا أموالهم وأنفسهــم في ذلكوإلى أنصار وهم المسلمون من أهل المدينـة إذ ذاك آووا إخوانهمالمهاجرين في منازلهم وواسوهم في أموالهـــــــــــم ونصروا اللهورسوله بالقتال معهم فهؤلاء بعضهم أولياء بعض أي كل منهـــمأحق بالآخر من كل أحد ولهذا آخى رسول - الله صلى الله عليــــهوسلم - بين المهاجرين والأنصار كل اثنين إخوان .قال الله تعالى : ( والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعـــــضيأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويقيمون الصلاة ويؤتـونالزكاة ويطيعون الله ورسوله أولئك سيرحمهم الله إن الله عزيــــزحكيـــــــــــــــــــــــــــــــم ) .[b:e6e | |
|