Admin
Admin
المساهمات : 145
تاريخ التسجيل : 16/01/2011
 |  موضوع: آثار أزمة الرهن العقاري الأمريكي في الشركات المحلية  الثلاثاء يناير 25, 2011 4:04 pm | |
| أ
زمة الرهن العقاري الأمريكي في الشركات المحلية
آثار أزمة الرهن العقاري الأمريكي في الشركات المحلية
الاقتصادية
عبد المحسن بن إبراهيم البدر - 09/04/1429هـ
albadr@albadr.ws
تواصلت الأخبار عن خسائر تتكبدها الشركات العالمية نتيجة لأزمة الرهن العقاري الأمريكي التي انطلقت شرارتها في عام 2006، وحسب التوقعات في 2007، فإن قيمة الأزمة تراوح بين 200 و300 مليار دولار في سوق يقدر بنحو 3.1 تريليون دولار، وهي اليوم فعليا تجاوزت حاجز 200 مليار دولار، وطالعتنا الصحافة العالمية بأرقام فلكية لخسائر قامت دور الاستثمار بشطبها من سجلاتها وكذلك تسجيل خسائر في قوائمها المالية للعام 2007. وإذا استثنيا البنوك وشركات الاستثمار الأمريكية التي غرقت في أزمة الرهن العقاري، فإن الكثير من الشركات العالمية التي تستثمر في الأسواق الأمريكية قد حققت خسائر هي الأخرى كبيرة جدا، فنرى بنك يو بي إس السويسري يحقق أربعة مليارات دولار خسائر عن عام 2007 بعد خسائر من أزمة الرهن العقاري الأمريكي ارتفعت إلى 12 مليار دولار خلال الربع الأول من عام 2008 فقط، وهناك الكثير من البنوك العالمية الأخرى التي حققت ومازالت تحقق خسائر جرّاء استثماراتها في صناديق التحوط أو الاستثمار المباشر في الأسواق المالية الأمريكية.
ودار الحديث طويلا عن امتداد آثار أزمة الرهن العقاري ومن ثم الائتمان على البنوك وشركات التأمين الخليجية والسعودية تحديدا ابتدأ من الربع الأخير في عام 2007، وحيث أجمعت التقارير على أن البنوك المحلية ستتأثر بتلك الأزمة التي طالت جميع البنوك العالمية التي تملك استثمارات في السوق الأمريكية وتختلف خسائرها بنسب استثماراتها. وتأتي تلك التأثيرات على شكل انخفاض في الأرباح أو انخفاض عن التوقعات حتى وإن لم تصرح البنوك بأسباب واضحة عن تلك الانخفاضات لأسباب تتعلق بالمحافظة على المراكز المالية لتك البنوك ومحاولة السيطرة على حالة الفزع التي قد تصيب الأسواق المالية جرّاء انتشار مثل تلك الأخبار، ما قد يفاقم الأزمة ويزيد من تأثيراتها.
وخلال الأسبوع الماضي ومع صدور نتائج الربع الأول لهذا العام 2008، طالعتنا النتائج لبعض الشركات ذات العلاقة المحتملة بالأزمة عن تحقيقها خسائر مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي. وبدأت الشرارة بإعلان شركة التعاونية للتأمين، وذلك بتحقيق أرباح بلغت 23مليون ريال مقارنة بمبلغ 121مليون ريال للفترة نفسها من العام الماضي أي بانخفاض يقدر بـ 98 مليون ريال، أي ما نسبته 81 في المائة، وكما جاء في إعلان الشركة فإن السبب يعود إلى انخفاض أرباح استثمارات الشركة بما يعادل 82 مليون ريال، وذلك نتيجةً لانخفاض قيم الأصول الاستثمارية إثر التراجع في الأسواق العالمية، وهذا الانخفاض ساهم 84 في المائة من مجمل الانخفاض في الأرباح، على الرغم من إجمالي الإيرادات بنسبة قدرها11 في المائة. عن الفترة نفسها من عام 2007، وعلى الرغم من ذكر الشركة سبب الانخفاض، إلا أنها لم تعط تفاصيل واضحة عن جغرافية الخسائر، إلا أن الافتراض العام يقود إلى ربطة بشكل مباشر بالأزمة الأمريكية، خصوصا أن السبب يعود إلى استثمار وليس إلى عمليات تأمينية التي قد تتأثر هي الأخرى من أزمة الرهن العقاري الأمريكي.
كذلك فإن شركات الاستثمار المتعدد هي الأخرى عرضة لتأثيرات الأزمة الأمريكية، وقد شاهدنا مثال ذلك في شركة عسير التي أعلنت عن خسائر تقدر بـ 77 مليون ريال مقارنة بأرباح تقدر بـ 82 في الربع الأول من العام الماضي، وذكرت هي الأخرى أن ذلك نتيجة انخفاض القيمة السوقية لمحفظة المتاجرة في الأوراق المالية.
وبقى لنا أن نرى حجم التأثر من أزمة الرهن العقاري الأمريكي في نتائج البنوك لهذا الربع، مع افتراضي بأن هناك عمل كثير لمحاولة تقليل تلك التأثيرات لأسباب اقتصادية على المستوى الكلي، إلا أن الإفصاح يفرض الواقع الذي سيحدد بشكل كبير مدى ذلك التأثير. ولعل من الملاحظ أن البنوك ذات البعد الاستثماري المحلي، وهي: "الراجحي"، "الرياض"، والبلاد هي التي أعلنت ميزانياتها للربع الأول وما زلنا في انتظار الأهم من خلال البنوك ذات البعد الاستثماري العالمي لتتضح الرؤية، التي أتوقعها قاتمة وتحمل آثار الأزمة.
| |
|
