Admin Admin
المساهمات : 145 تاريخ التسجيل : 16/01/2011
| موضوع: عقبة مانعة أم قوة دافعة الخميس يناير 20, 2011 5:50 am | |
| ح ين تتقدم أية أمة في التاريخ لتنازع على احتلال مرتبة الدولة العظمى فإن هذا يعني أنها قد حسمت بالفعل أمرها حيال مجموعتين من العوامل، الأولى تجسدها عوامل القوة الخارجية من اقتصاد معافى، وقوة عسكرية قاهرة، ورسالة أيديولوجية قادرة على غسل القلوب والأدمغة وشحنها بحزمة من الآمال والتطلعات، ولا تصبح لهذه العوامل فاعلية إلا بعد أن تكون الدولة قد أمسكت بزمام المجموعة الثانية من العوامل ، والتي تمثلها مصادر القوة الداخلية، وفي مقدمتها رقعة جغرافية واسعة تضم تنوعا من الثروات والمواد الخام، وقوة ديموغرافية متجددة تتألف من جماعات بشرية طموحة ومتجانسة. لمحة من التاريخ حين تتدين القومية لائحة الاتهام العقبة المانعة القوة الدافعة ليست هناك أمة في العالم كاملة التجانس العرقي والديني واللغوي، فالأمم "النقية" وهم كبير في خريطة العالم السياسية، ولم تنشأ مثل هذه الأمم حتى بجهود مجرمي الحرب ممن اخترعوا المحارق والمقابر الجماعية والتطهير العرقي والإبادة. وفي كثير من الأمم ثمة جماعات بشرية يشار إليها دوما باسم "الأقليات"، وتعاني هذه الأقليات، عبر قارات العالم الست، من تاريخ مضطرب، وحاضر قلق، ومستقبل غامض، وليست حالة الأقلية المسلمة في الهند استثناء. مصطلح الأقلية شائك للغاية، وهو مرفوض من لدن أية جماعة توصف به، والمسلمون في الهند قد يكونون أقلية من حيث العدد (14 % من إجمالي السكان) لكن التاريخ يشهد بأنهم قد وصلوا مبكرا إلى الهند من ناحية إقليم السند (باكستان اليوم) في أواخر القرن الأول الهجري (مطلع القرن الثامن الميلادي) أي تقريبا في ذات الوقت الذي بدأ فيه فتح الأندلس. كان الإسلام قد وصل قبل ذلك بطرق تجارية ودعوية منذ سنوات الإسلام الأولى عبر مدخل كيرلا في جنوب غرب الهند، التي كانت مقصدا للتجارة العربية قبل الإسلام ، والتي تحملا اسما محورا عن الأصل العربي (خير الله) في دلالة بالغة على تباين البيئة الصحراوية المعدمة والأرض الموسمية المليئة بالخيرات.
| |
|